- الرئيسية
- أبحاث
- الآثار النفسية الناجمة عن الأسر وعلاقتها بإستراتيجيات التوافق لدى أسرى قطاع غزة المحررين من السجون الإسرائيلية
الآثار النفسية الناجمة عن الأسر وعلاقتها بإستراتيجيات التوافق لدى أسرى قطاع غزة المحررين من السجون الإسرائيلية
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الآثار النفسية الناجمة عن الأسر وعلاقتها بإستراتيجيات التوافق لدى أسرى قطاع غزة المحررين من السجون الإسرائيلية
إعداد د. فضل خالد أبو هين أستاذ علم النفس المشارك بكلية التربية جامعة الأقصى
2005-2006
المقدمة وفقاً لتقرير الهيئة الدولية للصليب الأحمر الدولي والصادر في يونيه 1994، فقد بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين الذين تم احتجازهم أو أدخلوا السجون الإسرائيلية منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967 وحتى بداية عام 1994 بلغ حوالي نصف مليون فلسطيني بمن فيهم معتقلي الانتفاضة الفلسطينية، فقد بلغ عدد حالات الاعتقال بين عامي 1967-1987 حوالي (353) ألف فلسطيني،واعتقلت سلطات الاحتلال نحو (175) ألف فلسطيني خلال سنوات الانتفاضة ما بين عام 1987 وحتى 1994،وبلغ عدد المعتقلين منذ توقيع اتفاقية أوسلو في 13 أيلول عام 1993 وحتى عام 1998 حوالي 12,500 فلسطيني، وبلغ عدد المعتقلين منذ توقيع اتفاقية القاهرة في الرابع من أيار عام 1994م حوالي 10,500 فلسطيني.(التضامن ، 1998). وقد ذكرت الكثير من لجان الحق والقانون أن هناك عدد من المعتقلين قد تعرض للتحقيق والاستجواب ومن ثم للتعذيب والإساءة وذلك لانتزاع المعلومات منه، وقد وصلت الإساءة في بعض الحالات إلى حد الموت أو فقدان الوظائف الحيوية الهامة لدى المعتقل أو الإصابة بعاهة دائمة لديه.(قاسم ،1986). "إن استخدام العنف والقسوة مع المعتقلين السياسيين يدفع بالبعض منهم إلى الاعتراف على أعمال قام بها نفسه دون القيام بها حقيقة، وذلك من أجل التخلص من شدة التعذيب الذي يتعرض له، وفي هذا يقول الطبيب النفسي الإسرائيلي "أيهوكيم شتاين ،1989" :"إذا كان التعذيب النفسي والجسدي يستخدم بشدة في القضايا الجنائية بحيث يدفع العديد من السجناء إلى الاعتراف بذنب لم يرتكبه، وعليه فإنه يقبع في السجن سنوات طويلة على جرم لم يقم به، فإذا كان الحال كذلك في القضايا الجنائية، فمن المعقول أن الوضع أسوأ بكثير في القضايا الأمنية" . "شتاين،1989" وطالما وصل تأثير الاعتقال على المعتقل إلى هذا الحد ، لذلك لفت هذا الوضع أنظار المهنيين سواء أطباء أو أخصائيين نفسيين وبذلوا جهوداً كبيرة خلال الثلاثة عقود الماضية لتحديد الآثار السيئة قريبة وبعيدة المدى التي تنتج لدى المعتقلين من جراء احتجازهم وتعذيبهم وتحديداً لدى المعتقلين السياسيين ومدى تأثير هذه التجربة على كافة استراتيجيات التكيف مع أنفسهم ومع المحيطين بهم وتحديداً مع الأسرة والمجتمع. *لقد كان لجهود المهنيين التشيليين السبق في هذا المضمار والذين أضاءوا الطريق لكافة المهنيين في جميع أنحاء العالم حول التأثيرات السيئة التي تفتقت لدى المعتقلين من جراء استجوابهم وتعرضهم للتعذيب خلال فترة الاعتقال، وقد امتدت أعمالهم إلى بلدان أخرى مثل الفلبين وأمريكا الوسطى وجنوب أفريقيا وإمتدت الى الأراضي الفلسطينية المحتلة من الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد بينت نتائج دراسات العديد من الباحثين (ألودي، 1989- مونتوجومري،1992) حول هذا الموضوع بإن هناك تأثيرات نفسية كبيرة يتركها تعرض الإنسان للاعتقال والتعذيب وللظروف الصعبة خلال فترة الإعتقال تشمل أبعاد الشخصية كلها منها العقلية والإنفعالية والسلوكية والصحية. "أبو هين،1992" لأجل ذلك، وبما أن المجتمع الفلسطيني محتل منذ عام 1967 وخضع منذ ذلك الحين للأحكام العسكرية الإسرائيلية والتي تمنع الحركة والحياة الطبيعية للسكان، وفرضت القوانين الصارمة بحق سلوك المواطنين، بحيث تحمي هذه القوانين الإحتلال وتكرس وتقوي وجوده على الأرض الفلسطينية لدرجة تجعل من سلوك الفلسطيني هدفاً مستمراً لملاحقة القوانين الإسرائيلية العسكرية،وقد تفاقمت الظروف الصعبة بصورة أكبر على الفلسطينيين بعد إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية في ديسمبر 1987 وإستمرت حتى عام 1994 أي بعد توقيع معاهدة مدريد للسلام، حيث قدر عدد الذين تعرضوا للإحتجاز من الفلسطينيين من قطاع غزة فقط حوالى 67 ألف معتقل بإختلاف الفترة الزمنية التي مكثها داخل السجن، ولإستيعاب العدد المتزايد من السجناء لجأت السلطات الإسرائيلية الى توسيع السجون الموجودة وإفتتاح سجون أخرى منها أنصار 2 في غزة وأنصار 3 في صحراء النقب وأنصار 4 في خانيونس بقطاع غزة ، وحولت الثكنات العسكرية التي إنتشرت على مداخل المدن والمخيمات لقمع الإنتفاضة حولتها الى أمماكن إحتجاز وتحقيق وتعذيب للمعتقلين الفلسطينيين. فقد ذكرت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي لعام 1990 بإن الغرض من التعذيب الذي تستخدمه الأجهزة العسكرية في البلدان التي تمارسه هو تدمير الإنسان الفرد وتحطيم شخصيته، لنشر الخوف والرعب في كل أوساط المجتمع. "ياكوبنس وفيستي،1992" إضافة لما يتركه التعذيب من تاثيرات سلبية على صعيد الصحة النفسية للفرد وعلاقاته الإجتماعية وعلى فكرته عن ذاته وقدرته على التكيف والتوافق مع المحيطين به، وكما ذكرت منظمة العفو الدولية ، بإن الهدف من التعذيب هو تحطيم الشخصية من خلال اللجوء الى الأساليب العنيفة لإنتزاع الإعتراف حول الشخص ونشاط أشخاص أخرون، ومن هنا فهي طريقة لزرع الشك بينه وبين المجتمع وكذلك وسيلة تشعر الفرد بإنه مسئول عن إفشاء أسرار وإعطاء معلومات توقع آخرون كضحايا ، ومن ثم وسيلة لإضعاف ثقة وتقدير الفرد بذاته ومضاعفة حدة الصراع النفسي الداخلي لديه، وهذا مابينته دراسة "مونتيجومري وجاكبسون،1992 “Montgomery And Jacobsen”1992 بإن الهدف من التعذيب ليس الحصول على المعلومات فقط، بل هو تدمير لتكامل الشخصية لأجل نشر الرعب والخوف وسط المجتمع من خلال تدمير العلاقات والتوقعات وصورة الفرد عن ذاته، خاصة حينما يعتقد المعتقل بإن هدف التعذيب هو إعطاء معلومات معينة ترتبط بأنشطة أشخاص في المجتمع. وفي دراسة "سينك تك Senk tek,1992 " تبين له أن المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب كانوا يعانون من ضعف التركيز، والكوابيس ودرجة عالية من القلق والإكتئاب وأمراض سيكوسوماتية متعددة الأعراض ناتجة عن تعرضهم لأحداث التحقيق والتعذيب والصدمة، وهذه التأثيرات كلها تشمل الشخصية والصحة النفسية للفرد والتي تتدهور في ظل إستخدام أساليب التعذيب وتترك آثاراً بعيدة المدى لدى المعتقل. من هنا رأينا ضرورة القيام بهذا البحث للتعرف على أثر الإعتقال والظروف الصعبة التي عاشها المعتقل على صحته النفسية واستراتيجيات التكيف لديه بعد الخروج من. حجم المشكلة : وفقاً لما ذكرته منظمة العفو الدولية (Amnesty) في تقريرها الصادر في ديسمبر 1991، فقد إنتشر على نطاق واسع الإستعمال المنظم للمعاملة السيئة في أثناء التحقيق والإستجواب في الأراضي المحتلة، وترددت أنباء عن إستعمال الضرب التأديبي فور القبض على الأشخاص وتعذيبهم، ومن طرق ذلك التعذيب -الضرب بالهراوات ومقابض البنادق، وتغطية الرؤوس بأكياس قذرة ، والحرمان من النوم عن طريق تصفيد المعتقل في أوضاع يلتوي فيها جسده فترة طويلة، والحبس في زنزانات صغيرة مظلمة، وكذلك الضغط على الخصيتين. (Amnesty International Annual Report,1991) وكذلك العدد الكبير للمعتقلين الذين دخلوا ومروا بتجربة الأسر، بحيث ان حوالي نصف مليون فلسطيني تعرضوا لهذه التجربة التي بينت نتائج الدراسات أن لها آثاراً قريبة وبعيدة المدى في الشخص المتعرض لها،من هنا وبما ان العدد آخذ في التزايد وأن الآثار من الخطورة بحيث تتطلب من العاملين في مجال التأهيل والارشاد والعلاج النفسي من القيام بطرح العديد من المشاريع الصحية والتأهيلية التي تساعد هذه الشريحة الكبيرة من التأقلم مع الواقع المعاش. مشكلة الدراسة : تتلخص مشكلة الدراسة في الإجابة عن السؤالين الرئيسيين التاليين :
وينبثق عن هذين السؤالين الأسئلة الفرعية التالية :
أهمية الدراسة : تكمن أهمية الدراسة في النقاط التالية :
أهداف الدراسة :
مصطلحات الدراسة : 1-الآثار النفسية : يعرف الباحث الآثار النفسية بتلك الإضافات على شخصية الفرد وكذلك التغيرات والبقايا التي وجدت لدى الأسير المحرر والناتجة عن تعرضه للتعذيب خلال فترة الاعتقال وقد تكون هذه البقايا نفسية مثل القلق والاكتئاب وكرب ما بعد الصدمة أو أي أعراض أخرى ،أو من طبيعة عضوية مثل الأوجاع الجسمية أو أمراض ضغط أو سكر ...الخ. 2-الآثار بعيدة المدى : هي تلك الآثار النفسية والجسمية الناتجة عن التعذيب والتي ظهرت واستمرت أو من الممكن أن تظهر بعد فترة من التعذيب "سنة فما فوق. (عن) كتاب التشخيص الاحصائي الرابع للأمراض النفسية" DSMIV 3-المعتقلين :Detainees وهم الأفراد الفلسطينيين الذين تم القبض عليهم وإخراجهم من بيوتهم قسراً وإيداعهم في السجون الاسرائيلية ، أي عزل الفرد عن أهله وأسرته ومنعه من الحياه الطبيعية وممارسة أساليب عنيفة معه لأجل إنتزاع المعلومات التي تخص المجتمع والناس. 4-الأسير المحرر : وهو السجين الذي تعرض للسجن وقضى مدة محكوميته وأفرج عنه بعد إنقضاء هذه المدة او تم تحريرة بموجب إتفاقية معينة كتبادل أسرى أو كنتيجة مفاوضات ... الخ
5-استراتيجيات التكيف : هي استجابات سلوكية أو انفعالية متعلمة ، قصدية وهادفة لمواجهة الضغوط والتكيف معها أو تغييرها ((Turner, 1984. 6-قطاع غزة : Gaza Districts وهو التقسيم الجغرافي للجزء الجنوبي من الأراضي الفلسطينية المحررة، وهي عبارة عن خمس محافظات متمثلة في (شمال غزة، مدينة غزة، دير البلح، المناطق الوسطى، خانيونس، رفح) .
الدراسات السابقة : 1. دراسة أبو هين (1991) : قام الباحث "أبو هين"1991 بدراسة حول "الصحة النفسية لدى المعتقلين السياسيين في قطاع غزة" وقد أجريت الدراسة على عينة من المعتقلين السياسيين الذين أفرج عنهم بعدما أمضوا فترة إعتقالهم داخل السجون الإسرائيلية، وقد بلغ حجم عينة الدراسة (127) معتقلاً ممن تراوحت أعمارهم بين (19-40) سنة، وتراوحت فترة إعتقالهم بين (2-7) سنوات، وقد تعرضوا للتحقيق داخل السجون الإسرائيلية، ولم يمض على خروجهم من المعتقل أكثر من ستة أشهر. أدوات الدراسة: 1.صمم الباحث إستبيان محلي يتكون من سبعة بنود تدور حول مايتعرض له السجين من عنف وتعذيب جسدي ونفسي. 2.إستخدم الباحث إختبار تقدير الذات "لهاردنج"Harding ويتكون من 24 بند لقياس القلق والإكتئاب والأعراض السيكوسوماتية، وقد تمت ترجمته الى العربية وحساب صدقه وثباته محلياً. نتائج الدراسة : توصلت الدراسة الى النتائج التالية : 1.وجود أعراض البرانويا لدى (46%) من السجناء المحررين الذين تعرضوا للتحقيق والتعذيب. 2.وجود الأعراض السيكوسوماتية لدى (23%) من السجناء الذين تعرضوا للتعذيب، وقد أخذت هذه الأعرا أشكالاً جسمية مختلفة. 3.أن (24%) من السجناء وجدت لديهم عزلة إجتماعية وإنزواء وعدم رغبة في مخالطة الناس، بسبب الشك وماتقوم به السلطات الإسرائيلية من إجراءات المتابعة والترصد للسجناء المفرج عنهم وذلك لإبقائهم في حالة من التوتر والخوف . 4.أن (41%) من السجناء يعانون من مشاكل عدم التكيف الزواجي ومشاكل متعلقة بالحياة الجنسية، لأن العديد منهم تم إستخدام الضغط الجسدي وفرك أو الضغط على الأعضاء الجنسية كأحد أساليب إنتزاع المعلومات من السجين وقد كان التركيز على الأعضاء الجنسيةبمثابةالسبب الرئيسي في مشاكل سوء التكيف الزواجي لدى العديد من السجناء المحرر .(أبو هين،1991) . 2.دراسة السراج وآخرون (1996): أجرى السراج وآخرون دراسة حول التعذيب وسوء المعاملة واعراض الاضطراب النفسي الناتج عن التعذيب لدى السجناء السياسيين الفلسطينيين ،وهي دراسة تناولت العلاقة بين طبيعة وشدة التعذيب وسوء المعاملة واعراض الاضطراب النفسي الناتج عن الصدمة "PTSD"،وقد طبقت الدراسة على عينة من الأسرى المحررين يقدر عددها بحوالي (547) أسيراً محرراً من قطاع غزة. وقد استخدم في الدراسة مقياس الإضطراب النفسي الناتج عن الصدمة ومقياس قائمة مراجعة الاعراض المرضية (90) SCL 90 كأدوات للدراسة،وقد توصلت الدراسة الى أن معظم الأسرى تعرضوا للتعذيب الجسدي والكيميائي والكهربائي وسوء المعاملة النفسية والحرمان الحسي ، وادى ذلك إلى أعراض تذكر الحدث الصادم مع الإنسحاب وفقدان الحس والتيقظ الدائم. وبينت الدراسة ان 30% من افراد العينة يعانون من الاضطراب الناتج عن الصدمة. 3-دراسة أبو طواحينة (1999) : أجرى ابو طواحينة 1999 دراسة بعنوان خبرة السجن والقدرة على التحمل بين السجناء المحررين ،وقد كا نهدف الدراسة إختبار تأثير التعذيب على مجموعة من المعتقلين السياسيين الفلسطينيين ومقارنة ذلك مع مجموعة من المعتقلين الذين لم يتم تعذيبهم ومجموعة ثالثة لم يجر اعتقالهم على الإطلاق. وقد استخدمت الدراسة مقياس الاضطراب النفسي الناتج عن الصدمة ومقياس قائمة الاعراض المرضية 90 (SCL90 ) ومقياس التوافق النفسي والاجتماعي وقد بينت نتائج الدراسة أن نسبة 28% من الذين تم تعذيبهم أصيبوا بأمراض نفسية ناتجة عن التعذيب تتراوح بين التوتر النفسي والاكتئاب والذهان. 4-دراسة قوتة (1997) : أجرى قوتة (1997) دراسة حول خبرة السجن والقدرة على التحمل بين السجناء الفلسطينيين المحررين من السجون الاسرائيلية وكان الهدف معرفة ووصف انواع مختلفة من خبرات السجن وعلاقتها بالخبرات والمتغيرات النفسية ،وكانت عينة الدراسة مكونة من 79 سجين سياسي محرر،وقد تم عمل مقابلات عن خبراتهم في السجن ،طرق التأقلم ،طبيعة شخصياتهم وصحتهم النفسية ،وقد كان متوسط اعمارهم (25) سنة، وقد استخدم الباحث إستبانة للقدرة على التحمل بين السجناء والمحررين وتحتوي على 46 ينداً لقياس المدى المعرفي والعاطفي والسلوكي كإستراتيجيات لأستخدمت للتوافق والتحمل أثناء الظروف الصعبة، وقد توصلت الدراسة إلى وجود سبع أنواع من خبرات السجن فقط واحدة من هذه الخبرات كانت سلبية عبر عنها خلال المعاناه وخيبة الامل ،وان السجناء الأكبر سناً أدركوا خبرة السجن بصورة مختلفة عن الآخرين. 5-دراسة بوناماكي ( Punamaki ;1988 ) : وقد أجرت الباحثة الفلندية رايا لينا بوناماكي دراسة بعنوان خبرة التعذيب وطرق التحمل ومستوى الاعراض بين السجناء السياسيين الفلسطينيين ، وقد هدفت الدراسة الى وصف العمليات النفسية التي تظهر نتيجة التعذيب وطرق التحمل التي وظفها واستخدمها السجناء السياسيون وقد طبيق هذه الدراسة تتبعية على عينة من المعتقلين سنة 1985 وذلك من خلال الزيارات المنزلية ودراسة الحالة ،وقد كانت عينة الدراسة كالتالي : 40 سجين محرر وعدد 91 طالب جامعي وحوالي 174 سيدة. وقد خرج البحث بالنتائج التالية : *أن 100% من السجناء تعرضوا للتعذيب الجسدي منهم 87% تعرضوا للتعذيب بالماء البارد خلال الشتاء وحوالي 95% منهم تعرضوا للحرمان من الطعام أو تضييق الخناق عليهم من ناحية الاكل وكذلك حرمانهم من الشرب،وان حوالي 70% منهم تم توجيه تهم كاذبة لهم،وحوالي 80% تم الضغط عليهم لأجل الاعتراف وتلفيق التهم لهم، وقد كان لهذه الأساليب المستخدمة مع السجناء الكثير من المشاكل على صعيد التكيف النفسي والاجتماعي بين السجناء بعد خروجهم من السجن. 6-دراسة ألودي وكوجيل (Allodi and Cowgill 1988 ) : وهي دراسة لمعرفة الآثار النفسية والجسمية بعيدة المدى للتعذيب ،وقد أجرىت الدراسة على عينة من السجناء الذين خرجوا من السجن ويبلغ عددهم 132 سجين محرر ،وقد استخدم في الدراسة بعض المقاييس والاختبارات النفسية لقياس ردود الفعل النفسية والجسدية وقد توصلت الدراسة الى ارتفاع معدل الكوابيس ومشاكل النوم والرهاب والدوخة والشعور بالإغماء وبعض الآلام الجسدية المتنقلة في أعضاء الجسم إضافةً لسهولة تصبب العرق من العديدين منهم. كذلك تبين من خلال الدراسة ان البعض منهم يعاني من الإكتئاب والعصبية والمخاوف والرهاب الاجتماعي،وبعضهم يعاني من القصور الجنسي والأفكار الانتحارية.
7-دراسة يوكسيل ( Yuksel 1991) : أجرى يوكسيل دراسة لمعرفة الاعراض الإكلينيكية ومجموعة الاعراض المتزامنة لعينة من الناجين من ضحايا التعذيب الاتراك ،وقد بلغ عدد افراد العينة حوالي 33 سجين محرر،وقد استخدم الباحث مقياس قلئمة الاعراض المرضية 90 (SCL90 ) ومقياس تاثير الاحداث الصادمة (PTSD) وقد تبين من خلال الدراسة ان الاعراض المرضية مرتفعة بصورة واضحة وفقاً للمقياس واعراضه المتعددة لدى السجناء وان اعراض الصدمة النفسية كانت واضحة لديهم في اعراض الاكتئاب والوسواس وحالات من الاعراض الجسمية . 8-دراسة باسجلو وآخرون ( : (Basoglu, et al, 1994 وهي دراسة مقارنة تهدف لمعرفة التأثيرات النفسية للتعذيب والآثار بعيدة المدى له،وقد تمت الدراسة في اسطنبول بتركيا على عينة مكونة من 55 من النشطاء السياسيين الاتراك الذين تعرضوا للتعذيبن ،وقد تمت مقارنتهم مع 55 نشيطاً سياسياً لم يتعرضوا لتعذيب ،واستخدم في الدراسة المقابلة الإكلينيكية شبه المنظمة وتقييم شخصي للاعراض مثل القلق والاكتئاب والاضطراب النفسي الناتج عن الصدمة. وقد أفاد الناجون بتعرضهم لعدد 23 نوع من التعذيب نتج عنها اعراض واضحة للغكتئاب والقلق والإضطراب النفسي الناتج عن الصدمة بصورة ملحوظة. 9-دراسة سارانتيدس ( Sarantidis, et al ,1996 ) : وقد كان هدف الدراسة هو توضيح آثار التعذيب طويلة المدى على الضحايا المتعرضين له في اليونان،وقد اشتملت الدراسة على عشرة سجناء تعرضوا للتعذيب ،وقد اختلفت فترة وجودهم في السجن وعدد مرات اعتقالهم والمعاملة التي تعرضوا لها،وقد كان من نتائج الدراسة وجود اضطرابات ذهانية والبعض يعاني من حالات من الهلع الشديد الذي انعكس بوضوح في تعاملاته وتكيفه مع المواقف الإجتماعية بعد خروجه من المعتقل ،وان البعض منهم ظلت آثار الخبرة الصعبة التي مرت به وخبرة التعذيب مؤثرة فيه الى مدة كبيرة بعد خروجه من المعتقل. 10- دراسة أنشورت وجولدبيرج (Unsworth and Glodberg,1998 ) : أجرى أنشورت وأخرون دراسة بعنوان الآثار النفسية للتعذيب والعنف المنظم على اللاجئين من العراق ،وتتكون عينة الدراسة من 84 رجلاً عراقياً لاجئاً وقد اجري لهم تقييم كامل ،وقد أستخدم في الدراسة المقابلات الاكلينيكية الفردية. وقد توصلت الدراسة الى بعض النتائج أن الذين ينتمون لأحزاب سياسية تعرضوا للتعذيب الشديد مقارنة بالتعذيب الذي تعرض له ممن لم ينتمون لأحزاب سياسية،كما لوحظ تعدد المشاكل النفسية الناتجة عن التعذيب لدى الفئة التي تعرضت للتعذيب مقارنةً مع المجموعة الأقل تعذيباً.
11-دراسة هولتز (Holtz ,1998) : أجرى هولتز دراسة على عينة من الهنود القاطنين في هضبة التبت لمعرفة آثار بعيدة المدى للتعرض للتعذيب ،وقدرة الناجون من التعذيب والصدمات في تطوير استراتيجيات التكيف للصدمة النفسية إعتماداً على التراث الديني والثقافي،وقد طبقت الدراسة على عينة من الطلاب يقدر عددهم بحوالي 35 طالباً وراهباً تعرضوا للتعذيب وعينة اخرى من الرهبان والطلاب تقدر بحوالي 35 راهب وطالب لم يتعرضوا للتعذيب،وقد استخدم الباحث مقياس هوبكن للاعراض المرضية وكذلك المقابلات الاكلينيكية،وقد توصل الباحث الى نتيجة مفادها أن العينة التي تعرضت للتعذيب ظهر لديها القلق الواضح والشديد بصورة واضحة مقارنة بالعينة التي لم تتعرض للتعذيب. 12-دراسة محمد الزير (2001) : أجرى محمد الزير دراسة بعنوان الآثار بعيدة المدى للتعذيب لدى المحررين السياسيين وعلاقتها ببعض المتغيرات وذلك للكشف عن الآثار البعيدة الناتجة عن السجن والتعذيب التي مارسها الاحتلال الاسرائيلي على المناضلين الفلسطينيين، وحاولت الدراسة معرفة الآثار النفسية والجسمية بعيدة المدى للمحررين السياسيين من السجون الاسرائيلية، وقد طبقت الدراسة على 220 سجين محررمن السجون الاسرائيلية وهذه العينة تمثل 10% من النسبة الكلية للمحررين الفلسطينيين،وقد استخدم الباحث مقياس شدة التعذيب ومقياس تأثير الحدث ومقياس الأعراض الجسمية ، وأوضحت الدراسة وجود علاقة ارتباط قوية بين التعرض للتعذيب الجسدي والآثار البعيدة المدى الناتجة عن الإعتقال،كما بينت الدراسة أن 35% من افراد العينة يعانون من الاضطراب الناتج عن الصدمة النفسية، كمال أوضحت الدراسة عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين مستوى كرب ما بعد الصدمة والامراض النفسية بعيدة المدى تعزى لعمر السجين عند الاعتقال. 13-دراسة الطلاع (2004) : أجرى الطلاع 2004 دراسة بعنوان التوافق النفسي والاجتماعي وعلاقته بالإنتماء لدى الأسرى المحررين من السجون الاسرائيلية وذلك في ضوء متغيرات مكان السكن ومستوى التعليم وفترة الاعتقال والمهنةنوقد طبقت الدراسة على عينة من الاسرى المحررين يبلغ قوامها 200 أسير محرر،وعينة قوامها 200 ممن لم يتعرضوا للأسر ،وقد استخدم في الدراسة مقياس التوافق النفسي والإجتماعي ومقياس الإنتماء،هوقد توصلت الدراسة الى عدم وجود فروق في التوافق النفسي والاجتماعي بين الأسرى وبين الذين لم يتعرضوا للأسر، بينما أظهرت الدراسة نتائج وهو ان شعور الانتماء لدى الأسرى أكبر منه ممن لم يتعرضوا للأسر،وان الأسرى الذين أمضوا فترات أكبر في السجن وممن هم أكبر سناً وذوى مستوى تعليمي أعلى أكبر قدرة على التكيف النفسي والاجتماعي ممن لم يتعرضوا للأسر ولم يكونوا في مستوى الاسرى التعليمي والسن. 14-دراسة موس (Moos et al, 1987 ) : أجرى موس وآخرون 1987 دراسة بعنوان الشخصية ومحدداتها الاحتوائية لاستراتيجيات التكيف لدى عينة من الناجين من التعذيب في السجون التشيلية خلال خكم الديكتاتور بينوشيه ،وهدفت الدراسة لمعرفة وفحص الشخصية ومحدداتها من حيث استخدام استراتيجيات تكيف إيجابية أو تجنبية ومدى الاعراض بعيدة المدى التي ستظل لدى المتعرضين للتعذيب ، وقد تكونت عينة الدراسة من 400 محرر ممن تعرضوا للسجن والتعذيب وشارك 400 أخرون ممن لم يتعرضوا للتعذيب ،وقد استخدم في دراسته مقياس الاحداث الضاغطة للحياه Lazarus ومقياس شبكة الدعم الاجتماعي ،وقد تبين من الدراسة ان المتعرضين للتعذيب حصلوا على درجات عالية في مقياس أحداث الحياة الضاغطة ،ومنهم من ظلت الاعراض المرضية مصاحبة له بصورة تجنبية وتعاملات سلبية بصورة دائمة. 15-دراسة سولمون ( ( Solmon et al .1988: أجرى سولمون وآخرون 1988 دراسة طولية لمعرفة وجهة الضبط والدعم الاجتماعي في تطور إضطراب كرب ما بعد الصدمة لدى الجنود الإسرائيليين الذين يخوضون صراعات واضطرابات في اجواء عسكرية خاصة الجنود الإسرائيليين الذين خاضوا الحرب اللبنانية عام 1982 وقد كانت عينة الدراسة مكونة من 262 ،ةقد امتدت الدراسة أربعة أعوام بصورة تتبعية،وقد أستخدمت في الدراسة عدة مقاييس وهي مقياس كرب ما بعد الصدمة PTSD ومقياس وجهة الضبط ومقياس أنماط التكيف،وقد توصلت الدراسة ان الجنود الاسرائليين الذين استخدموا استراتيجية التركيز على العاطفة وكانت لديهم وجهة ضبط داخلية ولم يكن لديهم دعم إجتماعي وجد لديهم اضطراب كرب ما بعد الصدمة بشكل كبير ، كما تبين انه وعبر سنوات الدراسة فإن بعض افراد العينة يستبدلون استراتيجيات التكيف بالتركيز على العاطفة الى استراتيجيات التركيز على وجهة الضبط الخارجي ، وهذا ساهم في تخفيف حدة كرب ما بعد الصدمة ، كما أشارت الدراسة الى اهمية الدعم الاجتماعي في تخفيف كرب ما بعد الصدمة لدى الجنود. 16-دراسة لاري وآخرون (Lori et al .1997 ) : أجرى لوري وأخرون 1997 دراسة بعنوان الامل والتكيف والدعم الاجتماعي في الصراعات التي ترتبط بكرب ما بعد الصدمة PTSD على ضحايا الصراع في الحرب الفيتامية والذين تعرضوا لكرب ما بعد الصدمة وقياس ميولهم نحو الأمل وعلاقته بالتكيف والدعم الاجتماعي ،وقد طلبقت الدراسة على عينة مقدارها 72 مشارك،وقد استخدم الباحث عدة مقاييس في دراسته منها : -المقابلة الشخصية. -مقياس بيك للإكتئاب. -مقياس كرب ما بعد الصدمة. -مقياس الامل. -مقياس الشخصية. -مقياس مصدر التكيف. وقد وجدت الدراسة ان أفراد العينة أقل ميولاً للامل ووجدت الدراسة ما للدعم الاجتماعي والأسرى من اثر فعال في رفع معدلات الامل لدى بعض افراد العينة. 17-دراسة كانين (Kannien et al, 2002 ) : أجرى كانين 2002 دراسة بعنوان العاقة بين التقييم ومجهودات التكيف وحدة الصدمة في علامات كرب ما بعد الصدمة لدى المعتقلين السياسيين، ويهدف البحث إلى إختبار كيفية تقييم صدمة محددة وجهود التكيف التي تتوسط بين الخبرات الصادمة وطول فترة الإعتقال بين 103 من الأسرى السياسيين الفلسطينييننوحددت الدراسة ان الدعم المباشر والمتوسط بين نموذج الصدمة وحدة هذه التجربة وتقييم خبرات الأسر على انها مؤذية ن وتتضمن مفهوم الفقدان وان استخدام استراتيجيات التركيز على المشكلة أو على العاطفة تكون مترافقة مع مستويات عالية من اعراض كرب ما بعد الصدمة ، كما وجد ان التعذيب والمعاملة السيئة لها علاقة مباشرة مع المشاكل النفسية ، ووجد ان المحررين الجدد لديهم اعراض تجنبية كما وجدت الدراسة أن الأسرى المحررين الذين يستخدمون استراتيجيات التركيز على العاطفة ترافقهم اعراض كرب ما بعد الصدمة بشكل طفيف لمدة طويلة ، بينما المستخدمين لإستراتيجيات التركيز على حل المشكلة فإن الاعراض ترافقهم لمدة قصيرة. تعليق على الدراسات السابقة : من خلال الدراسات السابقة والتي أجريت على المعتقلين السياسيين تبين التالي :
إجراءات الدراسة : منهج الدراسة : اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي ، وذلك لوصف وبيان الظاهرة التي درست كما وجدت في الواقع وصفاً دقيقاً وذلك بتحديد الآثار النفسية للاعتقال والتعذيب وعلاقتهما ببعض المتغيرات. المجتمع الأصلي للدراسة : يتكون المجتمع الأصلي من الأسرى المحررين الذين أفرج عنهم منذ توقيع إتفاقية القاهرة سنة 1994 ، حتى آخر إفراج تم في سنة 1999م ، إضافةً إلى الأسرى المحررين الذين قضوا محكوميتهم وأفرج عنهم ،وقد بلغ عدد الأسرى المسجلين في وزارة شؤون الأسرى وعددهم (5245) سجين محرر . عينة الدراسة : تم إختيار عينة عشوائية طبقية تكونت من 370 سجين محرر من سنة 1996 وحتى سنة 2000 وهذه العينة تمثل حوالي 8% من المجتمع الاصلي ، مع الأخذ بعين الاعتبار عدد سنوات السجن التي قضاها المعتقل داخل السجن وهي :
محددات الدراسة : تم تحديد المحددات الدراسية التالية :
أدوات الدراسة : أستخدم الباحث في الدراسة المقاييس التالية : 1- مقياس أساليب استراتيجيات التكيف من إعداد (Folkman, Lazarus,Dunkel,Schetter,Delonis &Gruen,1986 ) تعريب وتقنين سمير قوته 1997.ويتكون المقياس من 46 عبارة تغطي ثمانية أبعاد تصف كيفية مواجهة الناس للضغوط النفسية،وقد قام سمير قوتة (1997) بتعريبها وتقنينها على البيئة الفلسطينية ، وتحتوي الصيغة المقننة على (44 عبارة)،وتتراوح درجة كل عبارة من 1-4 درجات ،وقد توصل الباحث من خلال تقنين المقياس على البيئة الفلسطينية إلى صدق المقياس بواسطة صدق الاتساق الداخلي فقد تراوحت معاملات ارتباط كل فقرات كل بعد مع الدرجة الكلية للبعد الذي ينتمي إليه بين (0,242-0,699) وهي نتائج مطمئنة للاستخدام في الدراسة الحالية . أما ثبات المقياس فقد تم حسابه بواسطة التجزئة النصفية بين الفقرات الفردية وعددها 22 فقرة والفقرات الزوجية وعددها 22 فقرة،وقد بلغت معاملات الثبات "معامل ارتباط بيرسون" بين النصفين ، ر = 0,466 ثم تم استخدام معادلة سبيرمان-براون التنبؤية وكانت النتيجة ر= 0,638 وهي قيمة دالة احصائياً عند مستوى دلالة اقل من 0,01 الامر الذي يدلل على درجة عالية من الثبات. 2- مقياس كرب ما بعد الصدمة: وهو من اعداد (Davidson,1987) تعريب وتقنين د.عبد العزيز ثابت. أعد هذا المقياس في الأصل Davidson وآخرون (1987) ويتكون المقياس من 17 عبارة ، امام كل منها خمسة اختيارات هي (أبداً – قليلاً – أحياناً – كثيراً – معظم الوقت) ، وعلى المفحوص أن يحدد مدى انطباق العبارة عليه وذلك بوضع علامة تشير إلى انطباقها، وتتراوح درجة كل عبارة من عبارات المقياس من صفر إلى 4 درجات ،فأقل درجة هي صفر واعلى درجة هي 80 درجة، وقد تم حساب صدق المقياس بواسطة صدق الاتساق الداخلي بين درجة كل فقرة والدرجة الكلية للمقياس ،فكانت معاملات الارتباط تراوحت ما بين ( 0,326 – 0,644 )وقد حققت جميع فقرات المقياس ارتباطات دالة مع الدرجة الكلية للمقياس عند مستوى دلالة أقل من 0,01 ، . 3- مقياس بيك للإكتئاب: وهو من اعداد (Bech I ,1984) تعريب وتقنين غريب غريب . يتكون المقياس من 13 عبارة ،أمام كل عبارة أربع عبارات فرعية ، وعلى المفحوص أن يحدد مدى انطباق أيٍ من العبارات الفرعية عليه وذلك بوضع دائرة حول رقم العبارة التي تتفق مع رأيه. وتتراوح درجة كل عبارة فرعية من عبارات المقياس من صفر إلى اربع درجات ، وتكون درجات المقياس بذلك من صفر وهي اقل درجة إلى 39 درجة وهي تمثل أعلى درجة.
نتائج الدراسة ومناقشتها : إن النتائج التي ظهرت في الفرض الأول كما يبينها الجدول التالي توضح أن : 1- انتشار كرب ما بعد الصدمة عند أفراد العينة من الأسرى المحررين. يبين مدى انتشار كرب ما بعد الصدمة لدى أفراد العينة
يتبين من الجدول السابق أنه لا يوجد اضطرابات كرب ما بعد الصدمة عند 46 من أفراد العينة من الأسرى المحررين بنسبة 12.4%، ووجدت الاضطرابات بدرجة خفيفة عند 140 أسير محرر بنسبة 37.8% من أفراد العينة، كما وجد أن 153 من الأسرى المحررين يعانون من اضطرابات بدرجة متوسطة بنسبة 41.4% من أفراد العينة، في حين وجد الاضطرابات الشديدة عند 31 من أفراد العينة بنسبة 8.4%.
2- انتشار الاكتئاب عند أفراد العينة من الأسرى المحررين. يبين مدى انتشار الاكتئاب لدى أفراد العينة
يتبين من الجدول السابق أنه لا يوجد اكتئاب عند 209 من أفراد العينة من الأسرى المحررين بنسبة 56.5%، ووجد اكتئاب طفيف عند 61 أسير محرر بنسبة 16.5% من أفراد العينة، كما وجد أن 73 من الأسرى المحررين لديهم اكتئاب متوسط بنسبة 19.7% من أفراد العينة، في حين وجد الاكتئاب الشديد عند 27 من أفراد العينة بنسبة 7.3%. 3- استجابات أفراد العينة على المقاييس الفرعية لمقياس الاكتئاب "الفقرات". يبين المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والأوزان النسبية لاستراتيجيات التكيف
يتبيتن من الجدول السابق أن أكثر عناصر الاكتئاب تشبعاً عند الأسرى المحررين هو الوهن والإجهاد بوزن نسبي 58.6%، يليه الحزن بوزن نسبي 55.4%، وعدم الحسم بوزن نسبي 53.8%. فيما كان إيذاء النفس أقل عناصر الاكتئاب تشبعاً عند أفراد العينة من الأسرى المحررين بوزن نسبي 14.6%، يليه الشعور بالذنب بوزن نسبي 20.0%، وكراهية الذات بوزن نسبي 23.5%. -أما فيما يتعلق بالفرض الثاني والمتعلق بمدى وجود إختلافات في استراتيجيات التكيف لدى الاسرى المحررين ، حيث يبين لنا الجدول التالي ما يلي :
يبين المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والأوزان النسبية لاستراتيجيات التكيف
يتبين لنا من الجدول السابق وجود اختلافات في استخدام استراتيجيات التكيف (الأوزان النسبية) لدى الأسرى المحررين" وجدت أن الأسرى بشكل عام يستخدمون كافة الاستراتيجيات التكيفية وكان أعلاها استراتيجية إعادة التقييم واقلها هي استراتيجية الارتباك والهروب . ويرى الباحث هنا أهمية بالغة في استخدام استراتيجية إعادة التقييم كاستراتيجية إيجابية في إطار استراتيجيات التكيف السبعة ، وهذه النتيجة تتفق الى حد كبير مع الدراسة التي أجراها ( 1997،Park) بعنوان المعنى العالمي للتقييم والتكيف في مواجهة الضغوط ، حيث أظهرت النتائج أن المعاني الحقيقية للحياة تقيم بشكل إيجابي باستخدام استراتيجية إعادة التقييم في التحديات والسيطرة على المواقف الضاغطة ،هذا وتعتبر الدراسة التكيف فعال إذا أضفينا معاني جديدة على الحدث وتقبلناه واعدنا تقييمه بشكل إيجابي. هذا وتتفق نتائج هذا الفرض مع الدراسة التي قام بها (,1997َQouta et al) الذي أشار الى أن الأسرى الأكثر تعليما والذين يقضون فترات اكبر في الأسر هم اكثر استخداماً لاستراتيجية إعادة التقييم ، إذ أن الدراسة أجريت على أسرى امضوا اكثر من عام وهي مدة ليست بقصيرة كفترة حياة تحت ظروف الأسر ، كما وتعتبر إشارة تاكيدية غير مباشرة على أن السجون الإسرائيلية كانت بمثابة معاهد للتربية التنظيمية والتعليم ، وهذا ما يؤكده مستوى الوعي العالي لدى معظم الأسرى الفلسطينيين . هذا ويرى الباحث أن الإنسان الفلسطيني يعيش ظروف ضاغطة وقاهرة منذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمان ، وان إدراكه لواقع الاحتلال وانعدام الأمل هي عوامل ساهمت وبشكل مباشر في جعل هذا الأسير الفلسطيني أن يقيم خبرة الأسر على أنها نتيجة طبيعية لظروف الاحتلال ، فالأسير عندما يتم أسره فانه يقيم هذا الحدث على انه حدث ضاغط ويقيم إمكانياته الذاتية والاجتماعية للتكيف معه ويقوم بعمل تقييم جديد لهذا الموقف يضفي عليه مجموعة من المعاني الجديدة ، وفي هذه المرحلة يتأثر الفرد بمجموعة من العوامل منها المعتقدات والالتزامات التي هي موجودة أصلا عند الفرد (Lazarus,1999) . ويشير الباحث الى أن النتائج التي أشار لها (Sledge et al , 1980) ، والتي أفادت بان بعض الأسرى قد ادعوا صراحة بالرغم من أن تجربتهم في الأسر كانت رهيبة ومليئة بالتعذيب والأمراض وسوء التغذية والحبس الانفرادي ، وغير ذلك من أشكال الحرمان الجسدي والنفسي إلا انهم حصلوا على فوائد شخصية من تلك التجربة المريرة ، وقد وصفوا تلك الفوائد بأنها إعادة النظر في الآراء والمواقف حول أنفسهم وزيادة الاهتمام والحساسية للعلاقات الإنسانية ، وتغيير النظرة لمفاهيم المسيرة المهنية والمفاهيم الحضارية في المدى الواسع ، وبعض الأسرى أحسوا أن تلك الجوانب المفيدة تفوق في قيمتها الأضرار التي لحقت بهم بسبب تجربة الأسر وعليه فقد اعتبروا تلك التجربة تجربة مفيدة للنمو وتأكيد الذات ، مما يؤكد على أهمية هذه الاستراتيجية . ويشير الباحث الى أن الغالبية العظمى من الأسرى ، هم من فئة الشباب ، وهذا ما يتفق مع الدراسة التي قام بها (محمد ، 1995) بعنوان الفروق الجنسية و العمرية في أساليب التكيف مع المواقف الضاغطة ، إذ أشار الى أن أسلوب إعادة التقييم الإيجابي للمواقف الضاغطة كان الأكثر استخداماً لدى مجموعة الشباب اكثر من باقي المجموعات . كما ويرى الباحث أن استراتيجية الارتباك والهروب هي الأقل استخداماً بين جمهور الأسرى وهذه النتيجة تتفق مع الدراسة التي قام بها (Lori et al, 1997) في دراسته حول علاقة الأمل و والدعم الاجتماعي باستراتيجيات التكيف ، حيث أوضحت الدراسة بان أفراد العينة الذين لم يكن لديهم الميل إلى الأمل و كان الدعم الاجتماعي قليل لديهم ، استخدموا استراتيجيات تكيف تجنبية مثل (التجنب الادراكي ، القبول المذعن ، الميل إلى استخدام سلوكيات عاطفية - الارتباك والهروب) ، والناظر للمجتمع الفلسطيني بخصوصيته يدرك أن الأسرى يتلقون دعمً اجتماعياً كبير ، وأن الأمل في الحرية لديهم له حضور دائم في ذواتهم ، مما يؤدي بشكل أو بآخر الى الابتعاد عن استراتيجية الارتباك والهروب قدر الإمكان ، إذ أن في أعراف المعتقلات والسجون ،هناك لوائح وأنظمة وبرامج تعزز مفهوم الأسر على انه تجربة نضالية فريدة يجب خوضها والعيش مع تفاصيلها كما وان المجتمع الفلسطيني ينظر للأسرى المحررين على انهم أبطال ، والبطولة هي إشارة عن صورة مشرقة للذات . ويرى الباحث أن استخدام استراتيجية الارتباك والهروب بأقل نسبة مقارنة مع الاستراتيجيات الستة المستخدمة، لا ينفي عدم استخدامها وهذا ما أكده (Kannien, 2002) في دراسة أجريت على الأسرى الفلسطينيين، حول العلاقة بين التقييم ومجهودات التكيف وحدة الصدمة في علامات كرب ما بعد الصدمة PTSD بين المعتقلين السياسيين ، حيث وجدت هذه الدراسة أن التعذيب والمعاملة السيئة لها علاقة مباشرة مع المشاكل النفسية ، كما وجد أن الأسرى المحررين لديهم أعراض تجنبية ،هذا بالإضافة الى أن الأسرى المحررين الذين يستخدمون استراتيجيات التركيز على العاطفة ترافقهم أعراض كرب ما بعد الصدمة بشكل طفيف لمدة طويلة ، بينما المستخدمين لاستراتيجيات التركيز على حل المشكلة فان الأعراض ترافقهم لمدة قصيرة ، ومن المعروف أن التجنب والهروب هي علامات فارقة في كرب ما بعد الصدمة . ومن الملاحظ ومن خلال القراءة الدقيقة لنتائج الفرض الأول أن الأسرى المحررين يستخدمون استراتيجيات التكيف السبع ولكن بأوزان نسبية مختلفة ، وهذا ما يراه الباحث منطقي جداً ، وذلك لان الأسرى المحررين هم مجرد بشر يتأثرون بما يتأثر به أي إنسان آخر ، وان المكونات الفسيولوجية والسيكولوجية للإنسان الفلسطيني ولأي إنسان آخر في العالم قد لا تختلف كثيراً ، ويشير الباحث هنا الى أن حجم الضغوط التي واجهها الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والتي تمثلت في فظاظة عملية الأسر والتعذيب ، والعزلة الاجتماعية ، وسوء التغذية ، ونقص وسائل العلاج ، وغموض المصير ، أثرت بشكل أو بآخر على البنية السيكولوجية و الفسيولوجية لهذا الأسير ( سرمك 1995 ، قاسم 1986 ، ياكوبسن 1992 ، Basogul 1985 ) . كما ويرى الباحث أن استخدام الاستراتيجيات جميعها ، لهو تأكيد واضح على أن الأسرى الفلسطينيين هم ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ، وهي إشارة مباشرة للقمع السياسي الذي يترك آثارا عميقة على الأفراد والمجتمعات (Basogul,1993) . - أما بالنسبة للنتائج المتعلقة بالفرض الثالث ، فهي تؤكد على وجود علاقة ارتباطية بين استخدام استراتيجيات التكيف والآثار النفسية (كرب ما بعد الصدمة واضطراب الاكتئاب) . يبين الارتباطات بين الآثار النفسية وأستراتيجيات التكيف مع الضغوط للأسرى المحررين
/// غير دالة * دالة عند مستوى 0.05 ** دالة عند مستوى 0.01 يرى الباحث أن هذه النتيجة تتفق مع الدراسة التي قام بها Solomon et.al, 1988)) حول التكيف ، ووجهة الضبط والدعم الاجتماعي في اضطراب كرب ما بعد الصدمة PTSD الذي يرتبط بالصراعات، ،لدى الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في الحرب اللبنانية عام 1982م وحيث أشارت الدراسة أن هناك علاقة ارتباط بين استخدام استراتيجيات التكيف وكرب ما بعد الصدمة ، حيث اعتبر الباحث في هذه الدراسة أن استراتيجيات التكيف من شانها تخفيف حدة الاضطراب ولكن لا تمنع حدوثه. هذا ومن الملاحظ في دراسة , 1993)Yuksel) حول اضطرابات القلق لدى الناجين من التعذيب ، و التي أجريت على معتقلين سياسيين في السجون التركية بعد تحررهم ،قد تعرضوا لأساليب تعذيب مشابهة بالتي تمارس بحق الأسرى الفلسطينيين ، فلقد أظهرت النتائج أن 82% عانوا من اضطراب القلق ، و70% عانوا من اضطراب ناتج عن الصدمة ، وهذا إن دل فإنما يدل على إن ظروف الأسر والتعذيب،تكون لها نتائج على المدى القريب أو البعيد ، وان استخدام استراتيجيات إيجابية فعالة من شانها فقط تخفيف حدة هذا الاضطراب . ويرى الباحث أن اضطراب كرب ما بعد الصدمة قد يكون مآله في النهاية الشعور بالاكتئاب، فنجد أن الدلالات الإحصائية لكلا الاضطرابين في علاقتهما باستراتيجيات التكيف قريبة جداً وهذه دلالة على ارتباط الاضطرابين وهذا ما أكدته دراسة قام بها (السراج وآخرون، 1996) بعنوان التعذيب وسوء المعاملة واضطراب ما بعد الصدمة PTSD لدى السجناء السياسيين الفلسطينيين ، حيث أشارت النتائج إلى أن الأبعاد الأربعة الرئيسية لاضطراب ما بعد الصدمة كانت موجودة لدى أفراد العينة ، وهي التذكر المستمر للخبرات الصادمة ،الانسحاب والتخدير، زيادة الإثارة والمشاكل الوجودية ، واشارت الدراسة أيضا الى أن 47% منهم عانوا من أحلام وكوابيس مزعجة ذات علاقة بالأسر والتعذيب ، على حين عبر 41% منهم عن شعورهم بالتشاؤم والتعاسة والشعور بالوحدة ، و 34% كانوا يتجنبون تذكر الحدث الصادم ، و 43% عانوا من ضعف في التركيز ، و 47% منهم عبروا عن تغير فلسفتهم ونظرتهم للحياة وان 10% منهم عانوا من تأنيب الضمير ، وهذه أعراض كلها تشير الى وجود اضطراب الاكتئاب لدى أفراد العينة التي أجريت عليها الدراسة . ويرى الباحث أن الدراسة التي أجريت على المراهقين الأفغان المهجرين في الولايات المتحدة، وجدت أن هناك ترابط بين الاكتئاب وكرب ما بعد الصدمة بنسبة 34% ، مع وجود علاقة جيدة بين وجود أمراض نفسية للآباء والخبرات الصادمة (1995, 24Mghir et al,). كما تؤكد ذلك أيضا دراسة تحليلية لأعراض كرب ما بعد الصدمة للمحاربين الأمريكيين في فيتنام ، حيث وجدت الدراسة أن الاكتئاب هو الجزء الأساسي الظاهر على هؤلاء الأشخاص وأثبتت الدراسة أن هنالك 75% من هؤلاء الأشخاص موضع الدراسة يعانون من الاكتئاب وفقدان الطاقة، سرعة البكاء، الحزن، فقدان الشعور بقيمة الأشياء بالإضافة الإحساس باليأس، وان 50% من الأشخاص يعانون من هذه الأعراض، بالإضافة للعجز في القدرات الجنسية، بالإضافة للتعب والإعياء الشديدين (Silvir 1986, 78). هذا ويرى الباحث أن النتيجة التي تتعلق بالفرض الثاني على وجه الخصوص لم تجد أي علاقة ارتباطية بين استراتيجيتي الانتماء والتحكم بالنفس فقط على مقياسي كرب ما بعد الصدمة والاكتئاب ، وهذا يتفق مع الدراسة التي قام بها (الطلاع ، 2004) ، بعنوان التوافق النفسي والاجتماعي وعلاقته بالانتماء لدى الأسرى الفلسطينيين المحررين من السجون الإسرائيلية ، حيث أظهرت النتائج أن الأسرى المحررين لديهم توافق اجتماعي يفوق الذين لم يتعرضوا للأسر ، كما أوضحت نتائج الدراسة أن شعور الأسرى بالانتماء اكبر من الذين لم يتعرضوا للأسر وان هناك علاقة إيجابية بين التوافق النفسي والاجتماعي والشعور بالانتماء لدى الأسرى المحررين . أما بما يتعلق باستخدام استراتيجية التحكم بالنفس فان دراسة (, 1997َQouta et al) عـن خبرات السجن وأشكال التكيف عند الرجال الفلسطينيين تتفق مع نتائج هذا الفرض، حيث أشار الى أن التعذيب وسوء المعاملة يزيد من السيطرة الذاتية (التحكم بالنفس) كوسيلة للتغلب على المشكلات والمصاعب ومن تأثير التعذيب على هدم الناحية الجسدية والنفسية ، وهو ما يؤكد فاعلية هذه الاستراتيجية في مواجهة الآثار النفسية للتعذيب الذي تعتبر جزء من حياة الأسر ، هذا و أفادت الدراسة أيضا أن معظم الأسرى يستخدمون استراتيجية التحكم بالنفس . هذا ويخلف الباحث مع النتيجة التي كان مفادها أن الرجال الكبار و الانطوائيين يستخدمون استراتيجية التكيف بالانتماء (, 1997َQouta et al) ، إذ أن الانتماء " يمثل ذلك الاتجاه الذي يستشعر من خلاله الفرد توحده بالجماعة وبكونه جزءً مقبولاً منها ويستحوذ على مكانة متميزة في الوسط الاجتماعي والسائد " (محمد 1991 ، 126) . ونشير هنا الى أن الأسرى الفلسطينيون في تقييمهم لتجربة الأسر أشاروا الى أن إدراك الأسير العميق لأهمية انتمائه للجماعة الأسيرة ككل يشكل الخطوة الأولى في صرح انتمائه لهذه الجماعة ، ولما كان الانتماء يعني الارتباط المسؤول للفرد بجماعة ما كان لا بد لهذا الارتباط أن يكون مبنياً على الثقة المتبادلة وقبول الجماعة (السجن ليس لنا 1982 ،256) . ويشير (الطلاع 2000، 26)، الى أن الاستجابة للضغوط لا تتم في عزلة بعيداً عن العنف السياسي، بل وتتم في ظل نظام يشمل القيم والمعايير، و الأيديولوجيات ، والأهداف السياسية في واقع الأسر ، وفي مواجهة الأسير لهذه الضغوط بإمكانه الاختيار بين أنماط التغلب المتوافقة مع المعايير الجماعية الفلسطينية ، أو استخدام أنماط تعبر عن الخوف من ممارسات سلطات الاحتلال ، وهنا يصبح انتماء الأسير للجماعة المنظمة في واقع الأسر عاملاً في تحديد نمط التغلب المقبول على الجماعة . كما ويشير الباحث الى أن الانطواء هي علامة فارقة في اضطراب الاكتئاب ، والمتتبع لحياة الأسرى يرى أن الأسرى يعيشون في مجمعات دينامية متفاعلة ، كي يتسنى لهم مواجهة سياسة القمع الإسرائيلي ، ويؤكد الباحث هنا على أن الأسرى الانطوائيين لا يتكيفون باستخدام استراتيجية الانتماء ، إذ أن ما تقدم يؤكد على أن الانتماء يكون في مستوى جماعة فاعلة غير منطوية ، وهذا ما تؤكده نتيجة هذا الفرض . - أما فيما يتعلق بنتائج الفرض الرابع حول الفروق الإحصائية في استخدام استراتيجيات التكيف تبعاً لمتغير مدة الأسر (اقل من 5 سنوات – اكثر من 5 سنوات ) فإن الجدول التالي يوضح لنا ذلك :
الفروق في استخدام استراتيجيات التكيف حسب طول فترة الأسر (أقل من 5 سنوات – 5 سنوات فأكثر)
/// غير دالة * دالة عند مستوى 0.05 ** دالة عند مستوى 0.01 قيمة ( ت ) الجدولية (د.ح = 368) عند مستوى دلالة 0.05 = 1.96، وعند مستوى 0.01 = 2.57 يتبين من الدراسة كما أشارت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيا قي استخدام استراتيجيات التكيف السبعة ما عدا استراتيجية تحمل المسؤولية التي كانت دالة عند مستوى 0.01 لصالح الذين تم أسرهم لفترة اكثر من خمس سنوات . كما ويرى الباحث أن هذه النتيجة منطقية إذ أن المتتبع لتاريخ الحركة الوطنية الأسيرة على مدار أربعة عقود مضت ، يرى أن الأسرى استفادوا من النضالات الفردية لبعض الأسرى الأوائل ، ذوي الأحكام العالية والمتميزين في الوعي والإدراك ، سواءً على الصعد التنظيمي والنضالية والإدارية ، في تنظيم الأطر بشكل يضمن استمرارهم ، وليخلقوا ظروفاً يتعايشون بها مع الواقع (الطلاع,2000 ,34). كما ويرى الباحث أن استخدام هذه الاستراتيجية ، من قبل الأسرى المحررين الذين امضوا فترات طويلة في السجون ، لهي إشارة واضحة على أن هؤلاء الأسرى كان يقع على عاتقهم مسؤوليات كبيرة ، تتعلق بإدارة كافة مناحي الحياة في الأسر . هذا ويرى الباحث أن الأسرى الذين امضوا فترات طويلة في الأسر ،هم الآن من يتحملون مسؤوليات كبيرة جداً بعد تحررهم ، فنرى أن من قيادات الحركة الوطنية الأسيرة هم أيضا قيادات فاعلة في المجتمع المدني ، وقد تولى الكثير منهم مناصب في السلطة الوطنية الفلسطينية. ويرى الباحث أيضاً أن ما أشار له (سرمك1995 ، 105) ، بان ظروف معينة تولد الإجهاد و الانعصاب يمكن أن يتحقق نمو في الشخصية ، وزيادة قوة الأنا في السيطرة الانفعالية ، وقد أشار أيضا بأنه كلما اشتد الخوف المتوقع والتحسس والقلق كبير في البداية، كلما كان اختبار الواقع وتأكيد الذات والسيطرة الذاتية وتحمل المسؤولية التي يكتسبها الفرد تحت ظروف الشدة والكرب المهددة للحياة كبيرا . -أما نتائج الفرض الخامس والتي دلت على عدم وجود فروق دالة إحصائيا في مستوى كل من كرب ما بعد الصدمة والاكتئاب، تبعاً لمتغير طول فترة الأسر، تتفق مع نتائج الدراسة التي قام بها (الزير،2001) ،و التي أفادت بعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الاضطراب الناتج عن الصدمة ، والأمراض النفسية بعيدة المدى وهذه النتيجة يبينها الجدول التالي :
الفروق في الآثار النفسية حسب طول فترة الأسر (أقل من 5 سنوات – 5 سنوات فأكثر)
/// غير دالة * دالة عند مستوى 0.05 ** دالة عند مستوى 0.01 قيمة ( ت ) الجدولية (د.ح = 368) عند مستوى دلالة 0.05 = 1.96، وعند مستوى 0.01 = 2.57 كما وجد الباحث أن نتائج هذا الفرض تختلف عن نتائج الدراسة التي قام بها (أبو طواحينة ،1999) ، إذ أفاد في دراسته أن " الاعتقال لفترة طويلة يزيد من المشاعر السلبية لدى المعتقلين ، فكلما طالت الفترة التي يقضيها المعتقل خلف القضبان تزداد عزلته ويفقد القدرة على التواصل مع الآخرين ويعتمد بشكل اكبر على السجان مما يزيد الشعور بالعجز والدونية وعدم القيمة " . ويرى الباحث أن عدم وجود فروق في الآثار النفسية المترتبة على عملية الأسر تبعاً لمتغير المدة ، إنما يرجع الى الظروف المتشابهة في الأسر والتعذيب ، والحياة القاسية داخل السجن، إذ أن الأسرى ذوي الأحكام المنخفضة ، والمرتفعة ، يعيشون تحت ظروف واحدة في السجون ، ويلبسون ويأكلون ويتم معاملتهم بشكل واحد . ويرى الباحث أيضا أن التعليل السابق ليس وحده الكفيل بعدم وجود الفروق ، إذ أن الأسرى الذين امضوا فترات طويلة في الأسر يعتبرون أنفسهم مثلاً يحتذى به في الصمود ، ويعتبرون أنفسهم هم قادة الحركة الوطنية الأسيرة ، والمتتبع للثقافة الفلسطينية حول وجهة النظر العامة للاضطراب النفسي ، والأمراض النفسية ، يجد أن المجتمع ينظر إليه على انه وصمة (Stigma) ، فيرى الباحث انه من الصعب ، إن لم يكن مستحيلاً أن يعترف هذا الأسير الذي أمضى فترة طويلة في الأسر ، بمعاناته من أي اضطراب نفسي أو سلوكي . كما ويؤكد الباحث أيضاً أن الشعور بالصدمة ليس له علاقة بطول المدة الزمنية ، فمن شأن هذه الصدمة أن تنشأ في لحظة معينة ، عندما تكون الظروف خارجة عن قدرة سيطرة الإنسان ولا يمكن تحملها ، وان الحدث لا يتم تقييمه على انه صادم أو غير ذلك باعتبار طول مدة الضغوط . هذا ويرى الباحث أن ما أطلقته الباحثة (Punamaki, 1990) ، حول الخبرة الصادمة التي تبقى متأثرة ومتفاعلة مع العوامل السيكولوجية الأخرى بدينامية كبيرة داخل شخصية السجين المحرر ، هي سيكولوجية البطولة والرعب ، التي تؤكد على أن السياق الثقافي الفلسطيني هو محدد ومعيار رئيسي في المجتمع ، حيث يوصم هذا المجتمع الأسير بالبطولة والقيادة ، وهذا يعني بالضرورة أن صورة البطولة خارقة ، ولا يمكن أن يؤثر عليها أي شيء . توصيات لمزيد من البحث (الدراسات المقترحة) : بهدف تدعيم ما توصلت إليه هذه الدراسة فإن الباحث يقترح إجراء عدد من الدراسات التي يمكن أن تمثل امتداد بحثي في مجال استراتيجيات التكيف لدى الأسرى المحررين باعتباره موضوعاً شيقاً للدراسة وباعتباره أيضا موضوعاً لم يعطى حقه الطبيعي في البحث العلمي ، كما أن دراسة شريحة الأسرى الفلسطينيين على وجه التحديد لم يتم تناولها بشكل كافي ، علماً بان هذه التجربة زاخرة بالحقائق التي يجب إزالة الستار عنها ، كما ويجب تعزيز وتدعيم المكتبة المحلية والعربية بمثل هذه الأبحاث : 1- الآثار النفسية الناجمة عن الأسر وعلاقتها باستراتيجيات التكيف لدى الأسرى المحررين مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الديمغرافية قبل التعرض للأسر . 2- الآثار النفسية الناجمة عن الأسر وعلاقتها بوجهة الضبط لدى الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية. 3- دراسة مقارنة حول استخدام استراتيجيات التكيف لدى الأسرى الأمنيين المحررين والسجناء الجنائيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية . 4- ضغوط الأسر وعلاقتها بالشخصية واستراتيجيات التكيف لدى الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية . 5- بناء برنامج إرشادي لخفض مستوى حدة الضغوط لدى الأسرى المحررين باستخدام استراتيجيات التكيف الفعالة . 6- الآثار النفسية والاجتماعية لدى زوجات الأسرى الفلسطينيين و علاقتها باستراتيجيات التكيف .
المراجع : أولاً :المراجع العربية :1) إبراهيم , عبد الستار . 1998. الاكتئاب اضطراب العصر الحديث ,فهمه وأساليب علاجه . الكويت :عالم المعرفة الكويت . 2) إبراهيم ، لطفي . 1994 . عمليات تحمل الضغوط في علاقتها بعدد من المتغيرات النفسية لدى المعلمين . مجلة مركز البحوث التربوية . العدد 5 : 95 – 127 . 3) أبو حطب , صالح محمد حسين . 2003 . الضغوط النفسية وأساليب مواجهاتها كما تدركها المرأة الفلسطينية في محافظة غزة. رسالة ماجستير غير منشورة . جامعة الأقصى . غزة . 4) أبو طواحينة ، احمد . 1999 . الآثار النفسية للتعذيب ، دراسة امبيريقية للمعتقلين السياسيين الفلسطينيين الذين تعرضوا والذين لم يتعرضوا للتعذيب داخل السجون الإسرائيلية . دراسة دكتوراة غير منشورة . جامعة عين شمس . القاهرة . 5) أبو هين , فضل . 1988 . القلق لدى الأطفال الفلسطينيين ,دراسة مقارنة بين المواطنين واللاجئين الفلسطينيين . رسالة دكتوراه غير منشورة . جامعة عين شمس . القاهرة . 6) أبو هين ، فضل . 1991 . الصحة النفسية للمعتقلين السياسيين في قطاع غزة . برنامج غزة للصحة النفسية . غزة . 7) الجريسي ، محمد عبد العزيز . 2003 . الاكتئاب لدى مرضي سرطان الرئة بمحافظات غزة وعلاقتها ببعض المتغيرات . رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الإسلامية . غزة . 8) الرجوب ، جبريل . 1985 . زنزانة رقم 704 .عمان : دار ابن رشد للنشر . 9) الرشيدي ، هارون . 1999 . الضغوط النفسية . القاهرة : مكتبة الانجلو أمريكية . 10) الزير ، محمد . 2001 . الآثار بعيدة المدى للتعذيب لدى المحررين الفلسطينيين وعلاقتها ببعض المتغيرات . رسالة ماجستير غير منشورة . الجامعة الإسلامية . غزة . 11) السراج ، اياد . 1996 . خبرات التعذيب والمعاملة السيئة و أعراض كرب ما بعد الصدمة ( PTSD) . لدى السجناء الفلسطينيين . برنامج غزة للصحة النفسية . غزة . 12) الشافعي ، محمد . 1998 . ضغوط مهنة التدريس مقارنة ببعض المهن الأخرى . المجلة التربوية الكويتية . العدد 48 : 23- 40 . 13) الشرقاوي ، مصطفى . 1994 . قياس استراتيجيات سلوك التعامل مع المواقف الضاغطة . مجلة التربية للأبحاث التربوية بجامعة الأزهر . العدد 41 : 50 – 109 . 14) الشناوي ، محمد و عبد الرحمن ، محمد . 1994 . المساندة الاجتماعية والصحية النفسية ، مراجعة نظرية ودراسة تطبيقية . القاهرة : دار الفكر العربي . 15) الطلاع ، عبد الرؤوف . 2000 . الضغوط النفسية وعلاقتها بالأمراض السيكوسوماتية لدى الأسرى الفلسطينيين المحررين من السجون الإسرائيلية . رسالة ماجستير غير منشورة .جامعة الأقصى البرنامج المشترك مع جامعة عين شمس . غزة . 16) الطلاع ، عبد الرؤوف .2004 . التوافق النفسي والاجتماعي وعلاقته بالانتماء لدى الأسرى الفلسطينيين المحررين من السجون الإسرائيلية . رسالة ماجستير غير منشورة . جامعة الأقصى البرنامج المشترك مع جامعة عين شمس . غزة . 17) الطويل ، محمد . 2000 . التوافق النفسي المدرسي وعلاقته بالسلوك العدواني لدى طلبة المرحلة الثانوية ، بمحافظة غزة . رسالة ماجستير غير منشورة. كلية التربية ، جامعة عين شمس . القاهرة. 18) الموسوي ، حسن . 1998 . الضغوط النفسية لدى العاملين في مجال الخدمة النفسية . المجلة التربوية الكويتية . العدد 47 : 17-32 . 19) احمد ، نعمة . 1999 . الاستراتيجية الدينية و أحداث الحياة الضاغطة . مجلة الدراسات النفسية لرابطة الأخصائيين النفسية المصرية . العدد 1 : 585- 613 . 20) بوناماكي ، رايا لينا . 1986 . الصحة النفسية للنساء الفلسطينيات تحت الاحتلال الإسرائيلي . القدس : جمعية الدراسات العربية . 21) تربان ، ماجد . 1998 . المعالجة الصحفية لقضايا الأسرى . دراسة غير منشورة . غزة . 22) حقوق الإنسان . 1992 . القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان .صحيفة وقائع رقم 13. جنيف. 23) ستورا ، جان بنجامان . 1997 . 1997 . الإجهاد أسبابه وعلاجه ، (ترجمة : انطوان الهاشم ) . بيروت : منشورات عويدان . 24) سرمك ، حسن .1995 . المشكلات النفسية لاسرى الحرب وعائلاتهم . القاهرة : مكتبة مدبولي . 25) عبد الخالق ، احمد . 1998 . الصدمة النفسية ، مع إشارة خاصة إلى العدوان العراقي على دولة الكويت . الكويت : مطبوعات جامعة الكويت . 26) عبد الرازق ، هشام .2004 . مقالة عن واقع الأسرى في السجون الإسرائيلية .وزارة شؤون الأسرى والمحررين . الطبعة الثانية : غزة . 27) عثمان ، فاروق . 2001 . القلق و إدارة الضغوط النفسية . القاهرة : دار الفكر العربي 28) عسكر ، علي . 1998 . ضغوط الحياة وأساليب مواجهتها . القاهرة : دار الكتاب الحديث . 29) علام ، صلاح الدين محمـود . 1993. الأساليب الإحصائية الاستدلالية البارامترية واللابارامترية في تحليل بيانات البحوث النفسية والتربوية . القاهرة : دار الفكر العربي . 30) فونتانا ، ديفيد . 1994 . الضغوط النفسية ، تغلب عليها و ابدأ الحياة . القاهرة : مكتبة ألا نجلو مصرية . 31) قاسم ، عبد الستار .1986 . التجربة الاعتقالية في المعتقلات الصهيونية . بيروت : دار الأمة للنشر. 32) كفافي ، علاء الدين . 1989 . تقدير الذات في علاقته بالتنشئة الوالدية و الأمن النفسي ، دراسة فاعلية تقدير الذات . المجلة العربية للعلوم الإنسانية . العدد 35 : 97- 110 . 33) مؤسسة مانديلا . 2005 . إحصائية حول الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية . القدس . 34) محمد ، رجب . 1995 . الفروق الجنسية و العمرية في أساليب التكيف مع المواقف الضاغطة . مجلة علم النفس للهيئة المصرية العامة للكتاب . العدد 34 : 110- 123 . 35) محمد ، مجدة . 1991 . دراسة مقارنة لابعاد التوافق النفسي والاجتماعي بين الطلبة والطالبات المتفوقين والطلبة والطالبات المتخلفين دراسياً وعلاقته بالانتماء . بحث منشور . القاهرة : جامعة عين شمس – كلية الآداب . 36) مجلة الحرية . 1999. مقالة بعنوان الأوضاع الصحية للأسرى داخل السجون الإسرائيلية . 37) معمريه ، بشير .2000 . مدي انتشار الاكتئاب النفسي بين طلبة الجامعة من الجنسين . مجلة علم النفس . العدد 14 . الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة . 38) هريدي ، عادل . 1996 . علاقة وجهة الضبط بأساليب ومواجهة المشكلات ، دراسة في ضوء الفروق بين الجنسين . مجلة بحوث كلية الآداب بجامعة المنوفية . العدد 26 : 267 – 321 . 39) ياكوبسن ، فيستي ، لونة ، بيتر . 1992 . الناجون من التعذيب ، فئة جديدة من المرضى. منظمة التمريض الدنماركية : المجلس الدولي لتأهيل ضحايا التعذيب . ثانياً :المراجع الأجنبية : 52) Allodi , F. & Cowgill , G. 1988 . Ethical and psychiatric aspect of torture . Canadian Journal Of Psychiatry ,27: 98-102. 53) Allodi , F. 1991 . Assessment and Treatment of Torture Victims : A critical review . Journal of Nervous and Mental – Disease, 179:4-11. 54) Amenesty International .1984. The United Nation declaration on the protection of all prisoners from torture and often cruel in human and degrading treatment of punishment . Declaration against to torture. Torture in the eighties . London : Author . 55) American Psychiatric Association . 1994 . Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorder , (DSM IV). Washington : D.C.A.P.A . 56) Basoglu , M. 1992 . Torture and its Consequence . Great Britain : Cambridge University Press . 57) Cabral , M. & Stangehans , G. 1992 . Analysis of Incidence of Psychophysical Diseases in Prisoners . Journal Briasilerio De pasiquiatria, 41:27-67. 58) Cenk , T. 1992 . The Ankara Experience . Journal of Rehabilitation and Prevention Of torture , 2: 42-44. 59) Cienfugeous ,A. 1993 . The Testimony Of Political Re-prisoners Therapeutic instrument American Journal Of Othopsychiatry,53:43-51. 60) Costa , T. & McCrae , R. 1990 . Personality : Another “ Hidden Factor “ in Stress Research . Psychology Inquiriny Journal , 1:22-24 . 61) Cox , T. 1978 . Stress . London : Balltimor . 62) Davidson , L. , Fleming , I. , & Baum , A. 1986 . Post Traumatic Stress As A function Of Chronic Stress and Exposure . Trauma and it s Work Journal , 2:57-77 . 63) Flynn , L. 1978 . Prisoners Of War Syndrome ,In Modern Synopsis of Comprehensive Textbook Of Psychiatry .London : Kaplan M.I & Sadock. 64) Folkman , S. 1984 . Personal Control & Stress & Coping Processes : Theoretical Analysis . Journal of Personality and Social Psychology , 46: 839-852 . 65) Foy , W. , Osato , S. , Hoaskam , M. & Neuman , A. 1992 . Post Traumatic Stress Disorder. A behavioral Approach to Assessment and Treatment . Boston : Allyn and Bacon . 66) Francis , L. 1985 . Introduction To Physiological Psychology. India: CBS publisher and distributors. 67) Fregne , A. & Oconnor, A. 1992 . Post Traumatic Stress Disorder Symptoms in Prisoners Following A cell Metes Hanging . Trish Journal of Psychological Medicine , 9:42-44. 68) Gell , G. & Bell , D. 1981 . The Health Of Former Prisoners of War of Japanese . The Practioner Journal , 225:531-538 . 69) Green , L. 1995 . Post Traumatic Stress Disorder in Litigation : Guideline for Forensic Assessment . Washington, D.C : American Psychiatric Press . 70) Holahhan , C. & Moss , R . 1987 . Personal and Contextual Determinate of Coping Strategies . Journal of Personality and Social Psychology , l52:946-955 . 71) Horowitz , M. 1999 .Essential Paper on Post Traumatic Stress Disorder on Psychoanalysis . New York : New York University . 72) Hunter , J. 1980 . Combat Causalities who Remain at Home . Military Review . 1:28-36 . 73) Irving , L. , Telfer , L. & Black , D. 1997 . Hope , Coping , and Social Support in Combat- Related Post- traumatic Stress Disorder . Journal of Traumatic Stress , 10:465-479 . 74) Jacobsen , L. and Nielsen , K. 1997 . Torture survivor trauma and rehabilitation . Copenhagen : IRCT. 75) Kalman, N. &Waugh, F. 1993 . Mental Health Concept .USA : palmer center 76) Kanninen, K., Punamaki, R.L., and Qouta, S. 2002. The Relation of appraisal, coping efforts, and acuteness of trauma to PTS Symptoms among Former Political Prisoners. Journal of Traumatic Stress, 15: 245-253. 77) Kleber , R. & Brom , D. 1992 . Coping With Trouma , Theory, Prevention ,& Treatment . Amsterdam : Netherlands by offsitdrukkerij Kanters B.V, Alblasserdam . 78) Klonoff , M. , McDougall , G. , Clark , C. & Kramer , P. 1976 . The Neuropsychological , Psychiatric and Physical Effects Of Prolonged and Sever Stress : 30 Years Later . Journal of Nervous and Mental Disease , 163:246-252 . 79) Kovacic , D. 1995 . Symptoms and Diagnosis , In Arcel Libby , Tata . (ed) psycho-Social Help to War Victims Women Refugees and their Families . Zagreb . 80) Lazarus , R. & Folkman , S. 1984 . Coping and Adaptation In Gentry , w. Daily . (eds) Behavior Medicines . New York ; The Guilford Press . 81) Lazarus , R. & Launier , R. 1978 . Perspective in interactional Psychology . New York : Plenum Press . 82) Lazarus , R. 1999 . Stress and Emotional , anew Synthesis . Great Britain : Spring Publishing Company ,INC . 83) Lefcourt , A. & Herbert , M. 1984 . Locus of Control and Social Support : Interactive Moderators of Stress . Journal of Personality and Social Psychology , 47:378-389 . 84) Leo , G. & Shdome , B. 1993 . Hand Book Of Stress ,Theoretical and Clinical Aspect .New York : The Free Press . 85) Lui , X., Tein, J.Y., & Zahao, Z. 2004 . Coping strategies and behavioral /emotional problems among Chinese adolescents. Journal of Psychiatry Research,Vol 126:275-285. 86) Mahjob , A. , Philippe , L. , Yzerbyt , V. & Giacomo , J. 1989 . War Stress and Coping Modes : Representation of Self Identity and Time Perspective among Palestinian Children .Int. Journal Mental. Health , 18:44-62 . 87) Mandler ,G.1984 . Mind and Body Psychology Of Stress . New York : W.W Norton . 88) McGrath , J. 1970 . Social and Psychological factor in Stress .New York : Holt , Rinehart and Winston . 89) Mghir, R., Freed, W., Raskin, A. and Katon, W. 1995. Deprerrion and Posttraumatic Stress Disorder among community sample of adolescent and young adult afghan refugees . Journal of Nervous and Mental Disease, 189: 24-30 . 90) Michenbum , D.1991 . Coping With Stress .New York : Institute Press 91) Michenbum , D.1994 . Clinical Handbook / Practical Therapist Manual for Treating Adult With Post Traumatic Stress Disorder (PTSD) .Waterloo ,Ontario : Institute Press . 92) Mikulincer , M. , Florian , V. & Weller , A. 1993 . Attachment Styles, Coping Strategies and Post –traumatic Psychological Distress : Impact of the Gulf War in Israel . Journal of Personality and Social Psychology , 64:817-826 . 93) Miller , M. & Green , L. 1985 . The Socialization of Emotions . New York : Plenum Press . 94) Mills , J. 1982 . Coping With Stress . New York : Jon wily and Son, INC. 95) North , C. , Spitzngel , E. & Smith , E. 2001 . A prospective Study of Coping and After Exposure to Mass Murder Episode . Annal Of Clinical Psychiatry , 13:81-87 . 96) Park , C.L. 2000. Influences of global meaning on appraising and coping with stressful encounter. USA . University of Connecticut. 97) Perlin , L. & Turner , H. 1987 . The Family as A context of Stress Process . New York : John Wiley & Sons Ltd . 98) Peterson , S. , Prout , F. & Schwarz , A. 1991 . Post Traumatic Stress Disorder : A clinical Guide . New York : Plenum . 99) Punamaki , R. 1988 . Experience of Torture Means of Coping and Level of Symptom among Palestinian Political Prisoners . Journal of Palestinian Studies , 16:18-96 . 100) Qouta , S. , Punamaki , R. & Sarraj , E. 1997 . Prison Experience and Coping Style Among Palestinian Men . Peace & Conflict Journal , l3:19-36 . 101) Randall , G., R.and, L., Ellen, L. 1991. Serving survivors of torture . The American Association for the Advancement of science, AAAS Publications .Washington D.C. p 39. 102) Risnick , J. 1995 . Guide lines For the Evaluation of Malingering in Post Traumatic Stress Disorder .Washington, D.C : American Psychiatric Press . 103) Russel , J. 1995 . The captivity experience and its psychiatric consequences . Psychiatry Annals Journal , 14:250-254. 104) Sarantidies , D. , Piniou , K. , Maria, E. 1996 . Long term effects of torture of victim’s during the period of dictatoriaship in Greece . Torture : Quarter Journal of Torture Victims and Prevention Of Torture , 6:16-18 . 105) Scott , M. & Stradling , S. 1992 . Counseling For Post-Traumatic Stress Disorder . London : Sage Publication . 106) Seyle , H. 1981 . The Stress Concept Today . Sanfrancisco : Jossey- bass . 107) Sledge, M., Boydstun , J .1980. Self- Concept change related to ware Captivate . Archives of general psychiatry , 37: 430- 433 . 108) Smith , J. 1993 . Understanding Stress & Coping .New York : Macmillan Publishing Company . 109) Solomon , Z. , Mario , M. & Avitzure , E. 1988 . Coping ,Locus of Control , Social Support , and Combat – Related Post-traumatic Stress Disorder : A prospective Study . Journal of Personality and Social Psychology , 55:279-285 . 110) Sue , D. , Sue , D. & Sue , S. 1990 . Understanding Abnormal Behavior . Boston : Houghton Mifflin . 111) Tenant, S., Goulstan, k 1986 . Australian pow of the Japanese : post war psychiatric Hospitalization morbidity. Australian and new Zealand Journal of psychiatry, 20:334-340. 112) Turner , J. 1980 . Made for Life : Coping Competence and Cognition . London : Mthen . 113) United Nation . 1995 . Convention against torture and other crule , In human or degrading treatment or Punishment . Psychiatry diagnosis across culture boundaries . A.J.S , 142:798-805. 114) Ursano , J. Fullerton , S. & McCaughy , G. 1994 . Individual and Community Resonses to Truma and Disorder : The Structure of Human Chaos . Cabridge : Cabridge University Press . 115) Ursano , R. 1981 . The Vitnam Era Prisoners of War : Proactive Personality The Development of Psychiatric Illness . American Journal Of Psychiatry , 138:315-322 . 116) Ursano , R. 1981 .Psychiatric Illness in U.S Air Force Vitnam Prisoners Of War : A five-Year Follow Up. American Journal Of Psychiatry , 138:310-314. 117) Vipperman , M. , Cohen , P. & Brook , J. 1990 . Parent – Adolescent Relationship As Moderator of Effect of Stressful Life Event During Adolescent . Paper Presentation at the Biennial Meeting of the Society for Research on Adolescent . Atlanta : G.A . 118) Wills , T. 1996 . Family Support , Coping and Competence . New Jersey : Lawrense Erlbaum Associates , Inc . 119) Willson , T. , Olery , D. & Nathan , E. 1992 . Abnormal Psychological . New Jersey : Prnitic – Hall . 120) Yuksel , S. 1993 . Anxiety Disorder In Torture Survivors . Torture Quarterly Journal on Rehabilitation of Torture Victims and Prevention of Torture , 1:31-34 . 121) Zeitlin , S. 1985 . Coping Inventory : A measure of adaptive Behavior . Bensenville : Scholastic Testing Service .
|