ماذا يضم فرع التحقيق التابع للمخابرات الجوية، وكيف تتم عملية التحقيق مع المعتقلين وإيداعهم، وأين تقع مراكز الإيداع

^{عمار البكور: سراج برس}

^{حصل (سراج برس) على تقرير  بشأن أقسام المعتقلات الموجودة في سجون المخابرات الجوية لمطار المزة العسكري في العاصمة دمشق، وأعداد المعتقلين في كل مهجع، وتفاصيل طرق التعذيب التي تتبعها قوات الأسد مع السجناء.}

^{وأوضح التقرير الذي أعده مركز حمص الاعلامي أن كل شخص يتم التحقيق معه أول مرة يدخل قسم التحقيق القديم داخل مطار المزة العسكري، وعندما يحقق معه مرة ثانية يحوّل إلى معتقل فرع التحقيق الجديد في مطار المزة العسكري، ويتم التحقيق معه من قبل محقق مختص، ويكون معه حوالي 4 أو 5 سجانين للتعذيب، ويتم نقل المعتقلين بعد انتهاء التحقيق إلى الإيداعات السرية عن طريق باصات تتسع 24 راكباً مع حماية من سيارتين مسلحة، وحصراً ليلاً، وبأن الكثير من المعتقلين يتم توقيفهم دون التحقيق معهم.}

^{وبين التقرير أن قسم الدراسات داخل مطار المزة العسكري يقبع بداخله 150 معتقلاً، بينما يحتوي المهجع الأول 200 معتقلاً، ويعد من أخطر المعتقلات بسبب انتشار الأمراض الكثيرة فيه بسبب عدم تنظيفه، وتراكم القمامة حوله، ومساحته تبلغ طولاً 12 متر وعرضه 3 أمتار، وبأن المهجع 3 يحتوي قرابة 180 معتقلاً ومساحته 12 متر طولاً و3 أمتار عرضاً، وبأن قوات الأسد حولت المدرج القريب من الجسر الأول لأوتوستراد المزة إلى سجن واحتجزت بداخله  250 معتقلاً سياسياً.}

^{أما فرع التحقيق القديم داخل مطار المزة العسكري – كما جاء في التقرير-   يضم حوالي 10 جماعيات “الجماعية هي غرفة بطول 4 امتار وعرض 3 أمتار يوجد فيها مرحاض” و30 زنزانة “الزنزانة لا تحتوي مرحاض بداخلها كل يوم يسمح للمعتقل بالخروج مرتين للمرحاض بعد الطعام ويتعرض للضرب عند الخروج والقدوم” ومساحة الزنزانة 180 سم طولاً و120 سم عرضاً، وحولت قوات النظام فرع التحقيق الجديد بطوابقه الثلاثة لمعتقلات حيث يوجد في القبو 40 زنزانة بطول 180 سم، وعرض 120 سم، وحوالي 6 جماعيات، والطابق الأول والثاني نفس التصميم.}

^{(الإيداع السري)}

^{وعن الإيداع يبيّن التقرير المسرب أن نظام الأسد يعتمد على عدد من مراكز الإيداع في العاصمة وريفها دون محاكمة ودون السماح لأقاربهم معرفة مكانهم وأهم الإيداعات : إيداع فرع القصاع، إيداع باب توما، إيداع منطقة عدرا، إيداع صيدنايا، وهو مخصص لأخطر المعتقلين بنظر النظام، والجنود المنشقين، والضباط، إيداع الفرقة الرابعة وهو موجود فوق الفوج 555 وهو يضم الجماعية الأولى (أ) وتحتوي على 80 معتقلاً وهي عبارة عن غرفتين مساحتهما 4 أمتار طولاً بـ 4 أمتار عرضاً، وتكثر فيها العقارب والحشرات، بسبب وجودها في منطقة جبلية الجماعية 2 (ب) ويودع بها 70 معتقلاً عبارة عن غرفة طولها 4 أمتار ونصف المتر وعرضها 4 أمتار، الزنزانة (ج) يودع بداخلها 20 معتقلاً وهي فقط مخصصة لعقوبات العساكر الموجودة ضمن الفرقة الرابعة، وجماعية الـ 90 يودع بداخلها قرابة 120 معتقلاً وهي مخصصة للمرضى.}

^{(طرق التعذيب)}

^{وعن طرق التعذيب بين التقرير العديد من الطرق أهمها “الشبح” وهي عن طريق رافعة معدنية تسمى البلنغ ويكون المعتقل “مطمش” على عينيه وموثق بيديه بحزامات بلاستيك وترفع يديه على “البلنغ” ولا يوجد شيء تحت رجليه، الطريقة الثانية (الدولاب) وهو عبارة عن وضع دولاب على ركبتي المعتقل وحديدة تحت الركبتين، ويكون رأسه على الأرض ورجليه مرفوعتين، ويتم الضرب على القدمين بالخرطوم “بربيش” بطول متر ونص، الطريقة الثالثة هي (القارص) وهو عبارة عن حديدة شد توضع على القدمين وعند الشد عليها تجميع القدمين معاً وتعصرهما، وبأن الغرفة 27 داخل مطار المزة العسكري هي للتعذيب القوي ومحتوياتها عدة كاملة من “بينسات” وكماشات ولحام أوكسجين للحرق، وهناك أدوية للاعتراف والتدويخ والإغماء.}

^{(طريقة الإطعام)}

^{الإطعام مثل إطعام قوات النظام سابقاً حيث يطعم المعتقل 3 مرات يومياً، الساعة 7 صباحاً يعطى رغيف خبز وبيضة و7زيتونات، أو 7 زيتونات وملعقة مربى، وبالمرة الثانية الغداء يعطى رغيف خبز وكاسة رز أو برغل، وبالعشاء يعطى المعتقل رغيف خبز مع حبة بطاطا مسلوقة، وكل يوم أحد يوجد على الغداء لحمة خاروف وهي عبارة عن أقل من معلقة لكل شخص، ويوم الأربعاء فروج مسلوق أيضاً حوالي ملعقتين لكل شخص.}

^{وأشار التقرير أن العناية الطبية سيئة كثيراً، حيث تنتشر أمراض الجرب، والدمامل، بسبب القمل وانتشار الأوساخ وقلة الحمامات التي تكون فقط يوم واحد كل أسبوعين، وكانت قوات النظام تقدم حبة التهاب واحدة لكل الأمراض قبل أن توقفها منذ فترة.}

 ^{الجدير ذكره أن هذا التقرير تحدث عن إيداعات فرع المخابرات الجوية في  سجن المزة العسكري، ويوجد اكثر من هذه الإيداعات، والمعتقلات بكثير لكن هذا التقرير أعد بناءً على تسريبات من داخل الفرع، وبالتطابق مع بعض المعتقلين الذين أطلق سراحهم، وهناك بعض المعتقلين لا يوجد لهم أسماء وإنما ينادوهم بأرقام مثلاً 320 أو 880 وهؤلاء يكون اغلبهم ضباط منشقون، أو متعاملين مع  جنود منشقين.}